أطلقت مدونتي بعد انقطاع عشر سنوات وعودة إلى التدوين (حكايات من 2006!)
غياب لعشر سنوات وعودة للذكريات، حكاية بسيطة حول مسار التدوين والكتابة بعد عقد من الزمن!
لا أدري بماذا أبدأ وبماذا أتحدث وهل سأنتهي! ، تنتابني ذكريات جميلة تعود بي إلى 15 عشرة سنة منذ وُلوجي إلى عالم الإنترنت وأول بريد إلكتروني أنشأته على Gmail. نلعب بأسطوانات شركة صخر وشركة سندباد وغيرها وتارة نشتري سيديهات ونثبّت بَرَامِج لا نعرفها بغرض استكشافها ثم في كل مرة نكتشف عالماً جديداً تقنياً مختلفاً نتوسع فيه أكثر وأكثر ونرى أنفسنا بذاك السن أننا نفهم الكمبيوتر جيداً وأنني وقلة ممن أعرف نحسن التعامل معه لكن وبعد سنة 2005 وبداية دخول ADSL إلى الجزائر اكتشفت شيئاً اسمه الإنترنت، فيه يلتقي العالم أجمع عبر متصفح صغير.
عرفت شيئاً اسمه المنتديات وبرامج الشات وأشياء تسمى لغات البرمجة وبرامج الفلاش، كان شيئاً مختلفاً تماماً عما أعرفه.
توسعت داخل هذا العالم الجديد والكبير بالنسبة لي، ورأيت أنه يمكنني وضع اسمي بنتائج محرك البحث جوجل. كنت أسأل والدي الذي لديه تجارب سابقة، كيف تُنشأ المواقع؟ كيف يقومون بإدارتها؟ يا والدي كيف صنعت هذا الإطار (البانر) المتحرك الموضوع على رئيسية موقع إسلام اليوم؟ فكان يشرح لي كيف يقومون بهذا فبدأت أفهم ماهية المواقع ومن وكيف ينشئها. ومن المضحك أنني كنت أظن لغة PHP برنامجاً الذي نقوم بتركيبه فتظهر لنا هته المنتديات وهذه الأقسام لأني أرى في نهاية كل رابط منتدى هذه الحروف الثلاثة .php
سأختصر حديثي عن الذكريات الجميلة لأني إذا بدأت سردها لن أتوقف ولكني سأعدكم بوضع تدوينات أخرى أسرد فيها كيف كان عصر المنتديات قبل وبعد وكيف كنا ننشؤها وعقليات ذلك الزمان الذهبي وكيف انتهت ربما للأبد!
ولأعود للحكاية وأول خطوة عملتها لانشاء موقع شخصي لي ليصل إليه الناس.
الرحلة الأولى: موقع أحلى منتدى!
بعد تحديات مريرة وبحث مستمر لكي أنشئ موقعي الشخصي مجاناً وصلت إلى الموقع المعروف بوابة أحلى منتدى الذي يمكنك من إنشاء منتداك وأقسامك ويوفّر لك مركز تحميل صور مجاني تماماً فأنشأت منتداي الأول سنة 2007 وكان يحمل اسمي الكامل! لم أكن أعرف حينها أن هناك شيئا اسمه منتدى وهناك مدونة. فرحتي كانت كبيرة جداً وصلت أن أبلغت جميع أفراد عائلتي بإنجازي العظيم! أنشأت أقساماً فيها وكتبت مقالتي الأولى كيف تصنع مذياعاً! لأنه كان ضمن التجارب التي تلقيناها بالابتدائي وبعدها أخبرت أصدقائي بالمدرسة أنني أملك موقعاً إلكترونيا يمكنكم جميعاً تصفحه.
بعدها وصلت الأخبار لمدير الابتدائية حينها فاستدعاني لأنشئ موقعا لمدرستنا كذلك! ومشيت بهذا الطريق وأسست منتديات كثيرة للتعليم والتصميم ووصلت بها لمئات الأعضاء النشطين ونسيت فكرة موقعي الشخصي!
بحثت عن المنتدى الأول فلم أجده لا على الأرشيف ولا على أحلى منتدى - كل شيء حذف للأسف.
الرحلة الثانية: منصتي ووردبريس و Blogger
بعد سنتين من النشاط في عالم المنتديات والتصميم والبرامج بدأت ظهور حركة التدوين والمدونات الشخصية المتخصصة بمجالات ما سنة 2008 وازدهرت سنة 2009 لأسباب كثيرة هو توفر استضافات رخيصة نسبيا للأفراد وظهور حركة الوردبريس العربي و Blogger.
لا أنسى كذلك وجود خدمة مدونات مكتوب أو جيران التي كانت توفر نفس الأمر ذاته إلا أنني كنت أمقتها لسوء تجربة لوحة التحكم فيها. فأنشأت مدونتي على بلوجر الذي كان يعطينا حرية تخصيصها بقوالب كثيرة وكذلك تركيب إضافات مثل RSS وسرعة ظهور نتائجه بمحركات البحث جوجل.
في هذه المرحلة انتقلت من نشاطي على المنتديات إلى مدونة شخصية صرت أنقل فيها بعض مقالاتي التي على المنتديات للمدونة ولازلت أحمد الله على وجود بعضها تصاميمي القديمة ومشاركاتي عليها لأني لو عرفت وقتها أن المنتديات ستزول لأسرعت بحفظ كل شئ!
الرحلة الثالثة: بعد عشر سنوات!
بعد انقطاع طويل ومن تاريخ 2010 على أول مدونة شخصية، ها أنا أعيد إطلاق مدونتي ونحن على بداية العام الجديد 2021.
خلال هذه المدة لم أكن بعيداً عن الكتابة ولكن سرقتنا مواقع التواصل الاجتماعي فعايشنا مراحل فيها وكنا نظنها أحسن ما رأينا كأدوات للنشر والتعارف وفي الأخير أدركنا كم كنا مخطئين بحق أنفسنا وكم ضيعنا من أوقات كنا نزعم أننا على صواب بما ننشر بصفحاتنا والمجموعات ولكن ظهر أننا أسرفنا بحق وقتنا وجهدنا.
جاءت الصدف مجدداً لتعيد مسارنا ونكتشف واقعنا من جديد فعرفت مجتمع حسوب نهاية سنة 2014 وكان أفضل البدائل للكتابة واكتشاف مهاراتنا من جديد ومشاركتها مع من يهوى نفس مجالي وبالفعل كان موقع حسوب هو الذي شجعنا على الاستمرار بالنشر والتفاعل واكتشاف أصدقاء جدد لازالوا باقين إلى حد الساعة وكل من عرفناهم على الفيسبوك لم يتبقى منهم إلا القلة القليلة.
جاء الوقت لأستعيد نفسي من جديد وأنا بعمر 24 سنة أن أنشئ مدونتي الشخصية وأكتب هذه المقالة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وتكون بداية خير ورحلة الألف ميل بإذن الله تعالى.
سأحاول جاهداً أن أكتب فيها تجاربي وبعض خبراتي البسيطة بها وتخصيص مقالات أسبوعية جديدة ودروس برمجية متقدمة وعن إنشاء وإدارة المشاريع التقنية ممن يحتاجها رواد الأعمال والشركات الناشئة وأمتنا العربية والإسلامية أجمع إن شاء الله تعالى.
مسرور بوصولك إلى نهاية هذه التدوينية الطويلة، سأكون سعيداً بأن أقرأ تعليقاتك بالأسفل لأتعرف عليكم أكثر فَبِكُم سنواصل الرحلة مع بعض.
جزيت خيراً .. دمت بِود :)